نبذة من حياة الشهيد السعيد آية الله السيد حبيب الحسينيان
- التفاصيل
- المجموعة: سيرة العلماء
- الزيارات: 1387
ولد السيد الشهيد في مدينة (كدكن) التي تقع بين مدينة نيشابور ومدينة تربت حيدرية، والتي تبعد مائة كيلو متر عن مشهد الرضا(علیه السلام) في سنة (1355هـ . ق)، وشعر بلمسات الوجود في أسرة عرفت بالفضل والتقوى والعلم، كانت جذورها تنتمي إلى الإمام السجاد(علیه السلام) من طرف الأبوين، وكان جده الأعلى محمد المحروق من أحفاد زيد الشهيد (س) والذي له مقام في نيشابور، فلم يحظ برعاية الأب وحنانه إلاّ ستة أشهر، فقد توفي والده السيد حسن (رحمه الله) وهو في ريعانة شبابه، ولم يتجاوز خمسة وعشرين سنة من عمره، وكان يؤدي الخدمة العسكرية المفروضة على الشباب آنذاك في عصر رضاخان بهلوي، الذي كان ظالماً وقاسياً في سلوكه المعروف بالعصر الأسود؛ فقد تحمّل الشعب الإيراني المسلم والغيور مآسياً كثيرة منه، وهو الذي أمر بنزع الحجاب عن النساء المؤمنات
وقد ابتلى السيد حسن بالحمى ولم يهتم به القياديون في الجيش، حتى وافاه الأجل وهو في مدينة تربت جام بعيداً عن مسقط رأسه وعن أهله في ديار الغربة، ودفن هناك ولم يبلّغ أهله إلاّ بعد شهر واحد، ولم يعرف موضع قبره
كما أنّ السيد الشهيد (المؤلف) مع اثنين من أولاده لم يعرف موضع قبورهم، إلى يومنا هذا، فكتبت يد التقدير لهم ذلك؛ مواساة مع جدتهم الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء(علیه السلام)
وبعدما توفى والده قامت والدته برعايته وتربيته في جميع جوانب الحياة، تلك المرأة التي ما تركت صلاة الليل منذ شعرت بالتكليف الشرعي، وقد كانت من خدمة الإمام الحسين(علیه السلام)، ولها دور كبير في إقامة المجالس الحسينية عند النساء، وكانت دارها مأوى الفقراء والمساكين والمرضى، وكانت تبذل ما بيدها من الأموال والأرزاق لشيعة أهل البيت(علیهم السلام)، فعاش السيد الشهيد (رحمه الله) في أحضان هذه المرأة العظيمة، وقضى السنوات الأولى من حياته وهو يرى الفقراء والمحتاجين كل يوم في دار أمه الكريمة، ويطرق أسماعه ذكر أهل البيت (علیهم السلام) ومصائب جدّه أبا عبد الله الحسين(علیه السلام)، فتجسدت فيه منذ نعومة أظفاره روح الإيمان والجهاد والصبر والشجاعة والأنس بالفقراء، ومحبة أهل البيت.
اِقرأ المزيد: نبذة من حياة الشهيد السعيد آية الله السيد حبيب الحسينيان